¤ المشــكلة:
تبلغ ابنتي من العمر سنتين، اعتدتُ أن أودِعها في الحضانة لحين إنتهائي من دوام عملي.
مشكلتي أن ابنتي زاد تعلقها بي لدرجة أنها تتشبث بي بمجرد أن أَهِمَّ بالتحرك من مكاني داخل المنزل، خشية أن أتركها وأذهب، ورغم أنها في هذه الحضانة منذ سنة، غير أنني ما زلت أعاني كل صباح سواء أثناء تجهيزها للخروج، أو عندما نصل إليها، فكيف أتعامل مع هذا الخلل في سلوك ابنتي حتى لا يؤثر سلباً على نفسيتها ثم على علاقتها بي في المستقبل؟
* الحـــل تقترحه عليكِ الداعية المربية أم حسّان الحلو:
اعلمي عزيزتي أن لمشكلتك هذه ثلاث محاور: الحضانة والصغيرة وأنت.
أنصحك بزيارة الحضانة والمكوث فيها يوماً دون علم صغيرتك، ادرسي واقعها ولماذا ترفضها صغيرتك، إستمعي لصوت المشرفات وطريقتهن، فالصوت الهادىء الحاني المنخفض غير الصوت العالي والأسلوب الزاجر الذي يُشعرها بالتوتر الدائم ويسلبها الطمأنينة النفسية والإستقرار العاطفي الهامّ جداً في هذه المرحلة، ثم تأملي المبنى: هل فيه دهاليز مظلمة تخافها الصغيرة مثلاً؟ أنظري للألعاب: هل هي جذابة ومفيدة وغير مؤذية؟ ثم ماذا عن أقرانها الصغار الذين هم معها: هل يعانون؟ هل يبكون دوماً، وبناءً على تلك المعطيات قرِّري مدى ملاءمة هذه الحضانة لصغيرتك.
ثم تأملي وضع صغيرتك الحبيبة، فإنّ لها حاجات نفسية وجسمية لا تتحقق إلا في البيت وعلى يد الأم الحنون، وخروج الطفلة في هذا العمر المبكر هو شبه تشرّد إن لم يكن التشرّد بعينه، فالصغيرة هذه تحتاج لأم بعينها ولا تحتاج لطابور من المشرفات، والدراسات تؤكد أن هذه المرحلة العمرية تؤثر على شخصية الطفل أيّما تأثير، فقد يسلبها الخروج الطمأنينة والأمان -كما يبدو جَلياً- ويؤثر على ذكائها، فاتقي الله في ابنتك.
أخيراً أنت والعمل، فإن كان بإمكانك تغيير عملك إلى مؤسسة فيها حضانة فهذا خير، أو أن تتوظفي وظيفة يمكن إنجازها داخل بيتك، فهناك بعض الوظائف التي يتحقق فيها هذا الشرط، وإلا حاولي أن تزيدي مهاراتك للإنجاز داخل بيتك، وفي محصّلة الأعمال خارج البيت لأُم الصغار فإن الخسائر الإنسانية لا تعوّضها الأرباح المادية إن وجدت.
لذا أنصحك بالتفكير العميق والتحري الدقيق حول عملك الآن، ولديّ من القصص ما يدمي قلوب الأمهات اللواتي عملن خارج بيوتهن وأبناؤهن في مرحلة الطفولة المبكرة.
الكاتب: أم حسان الحلو.
المصدر: موقع منبر الداعيات.